يعرب المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة ، عن قلقه البالغ تجاه افتقار محاكمة الناشطين السعوديين – عبد الله الحامد ، متروك الفالح ، علي الدميني ، المتهمين في قضية الإصلاح الدستوري – لضمانات المحاكمة العادلة والمنصفة ، وفقا للمعايير الدولية ،المعترف بها والمعمول بها على نطاق واسع في هذا الشأن .
وافتقار الجهات القائمة على هذه المحاكمة لمبادئ استقلال القضاء لا سيما مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استقلال السلطة القضائية، وهو ما أظهرته متابعة المركز لإجراءات المحاكمة ، ومنها
أولا : توجه السلطات السعودية إلى عقد جلسات محاكمة الناشطين سرا ، إلا انه تم الرضوخ لمطالب الدفاع بجعل الجلسة الأولى علنية .
ثانيا : اعتقال المحامي عبد الرحمن اللاحم، محامي المتهمين والمتحدث الرسمي باسم هيئة الدفاع ، بسبب قبوله الدفاع عن المتهمين
ثالثا : تم استبعاد ، وبناء على تعليمات من وزير العدل السعودي لرئيس المحكمة إلى، ثلاثة من محاميي الدفاع ، والحيلولة بينهم وبين أداء مهام مهنتهم وهم عبد الله الناصري ، وسليمان الرشودي وعبد العزيز الوهيبي ، طالبت المحكمة المحامين بالتوجه لوزارة العدل لإبداء أسباب الاعتراض علي استبعاد أعضاء من هيئة الدفاع.
رابعا : ولأسباب غير معلنة تغيب اثنان آخران من هيئة الدفاع عن المتهمين .
خامسا : عودة مساومة المحكمة لهيئة الدفاع عن المتهمين بضرورة عقد جلسات المحاكم سرا .
سادسا: جعل جلسات المحاكمة سريا والطلب من كل متهم اختيار اثنان من أهله لحضور الجلسة تحت دعاوى حفظ النظام أثناء انعقاد الجلسة .
سابعا: مماطلة هيئة التحقيق والادعاء العام بالسعودية والتسويف في إحالة القضية إلى القضاء ، والتحقيق مع دعاة الإصلاح بتاريخ 4/4/2005 بشأن رسالة تظلم بعثوا بها إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى .
ويطالب المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة ، السلطات السعودية بالإطلاق الفوري لسجناء الرأي المتهمين في القضية .أو ضمان توفير ضمانات المحاكمة العادلة والمنصفة وكفالة حقوق الدفاع .
كما يتوجه المركز إلى المقرر الخاص بشأن تعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير التابع للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، و المقرر الخاص بنزاهة العدالة ، بالتدخل الفوري والعاجل واتخاذ ما يلزم بشأن حماية الناشطين فى السعودية .
ترجع واقعات هذه القضية ، حين أطلق إصلاحيون سعوديون مطالبهم بإصلاحات دستورية ، و إقرار الحقوق والحريات العامة للمواطنين وتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء ، وقيام تجمعات المجتمع المدني وتطوير نظام الحكم إلى ملكية دستورية ..وعلى أثر ذلك قامت السلطات الأمنية السعودية في 16مارس – آذار 2004 بالقبض على 12 ناشطا أيدوا ووقعوا على هذه المطالب ، وقد أطلقت السلطات تسعة منهم بعد تعدهم بوقف نشاطهم وتوجيه مطالبهم الإصلاحية إلى ” ولاة الأمر مباشرة ” ، فيما رفض الفالح والحامد والدميني توقيع أي تعهد خطي بوقف إصدار البيانات المطالبة بالإصلاح الدستوري .
تم تقديم المتهمين إلى المحاكمة بتاريخ 9 أغسطس / آب- بتهمة ” الإساءة إلى الدولة والتشكيك بنهجها ، والاعتراض على بعض ما ورد من بنود في النظام الأساسي للحكم وإصدار بيانات للرأي العام العالمي والمحلي “.
استأنفت الجلسات بتاريخ 23 أغسطس / آب- وأجلت إلى اجل غير مسمى – قبل أن تعقد ا – تحت دعوى عدم انضباط الحضور، على الرغم من التواجد الأمني المكثف وقام السلطات الأمنية ، ثم انعقدت فى قاعة أخرى من قاعات المحكمة ذات اليوم ، ولكن سرا.
وعقدت كذلك الجلسة الثالثة سرا تحت وعد على عقد الجلسة الرابعة علنا ، والتى قضت فيها المحكمة الكبرى في الرياض وفي جلسة مغلقة بتاريخ الأول من شهر ديسمبر / كانون أول 2004 ” بعدم اختصاصها في النظر في القضية وإحالة المتهمين على المحكمة الجزئية ” ولا يزال المتهمون من دعاة الإصلاح رهن الاعتقال حتى الآن .